مهنة صناعة "الفروة" في الرقة تحافظ على تراث الأسلاف

تشتهر مدينة الرقة بصناعة الكسوة الشتوية والتي تعرف محلياً بـ(الفروة)، ويشدد صانعوها على مواظبة مهنة أسلافهم لمنعها من الاندثار.

في سوق القوتلي، وسط المدينة، أقدم أسواق مدينة الرقة، تتعدد المحال لبيع الفروة "الفري"، كما يطلق عليها السكان المحليين، ويقصدها الأهالي من الريف والمدينة، مع اقتراب فصل الشتاء.

وتقي الفروة من برد الشتاء القارص، حيث حرص صانعوها على صناعتها بطريقة احترافية وطبيعية لتقي مرتديها انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر.

وأُخذت الكسوة الشتوية "الفروة" هذه التسمية من الجلد الطبيعي المكسو بالصوف وهو المكوّن الأساسي الذي يدخل في عملية التصنيع، ويصل سعر أرخص أنواع الفراء إلى /250/ ألف ليرة سورية، وتكون ذات جودة أقل مقارنةً مع غيرها.

الطفيلي الأغلى ثمناً

الفروة "الطفيلي" قطعة فاخرة مصنوعة من فراء الخراف الصغيرة التي لا تتجاوز أعمارها شهرين، تجّمع جلود صغار الخراف لصناعة أفضل أنواع الفراء، والتي تبدء سعرها من مليونين ليرة سورية، ويردتيها شيوخ العشائر وذوي الدخل المرتفع.

وفي ذات السياق، تحدث صاحب محل لبيع اللباس الشرقي، عمر الجرداوي، عن طريق صنع "الفروة"، "للحفاظ على الفراء والجلد من التسوّس، يتّبع الصنّاع عدة خطوات تبدأ برش الجلد بالملح ومادة تعرف محلياً بـ(الشب) ثم يقومون بلفه، وتركه عدة أيام لضمان عدم تساقط الصوف عن الجلد، ومن ثم يقومون بتجفيفه من خلال تعريضه لأشعة الشمس، وتتم هذه الآليات قبل مرحلة تنظيف الجلد من الأوساخ".

وأكمل، الجرداوي، "بعد عملية تجفيف الجلد، نقوم بنقعه في الماء وغسله بشكل جيد ليصبح طريّاً وجاهزاً للحياكة، وتتم عملية الحياكة بأكساء الطبقة الخارجية بقماش مطرّز بأشكال مختلفة لإضفاء الجمالية على الفروة.

ويحافظ أًصحاب هذه المهنة على المواظبة عليها، وتعلميها للأجيال القادمة للحفاظ على تراث الأسلاف.